عودة الروح إلى الأرض بعد صعودها إلى السماء فهذا جاء فيه حديث صحيح رواه البراء ابن عازب رضي الله عنه و هو أنه يصعد بروح المؤمن أي تصعد بها ملائكة الرحمة إلى السماء السابعة ثم يرجع بها إلى الأرض، ثم أيضاً ورد في حديث ءاخر صحيح أن الإنسان بعدما يعود جسمه كله إلى عَجب الذنب أي بعد فناء الجسم كله و لا يبقى منه إلا عجب الذنب و الرسول صلى الله عليه و سلم سئل عن عجب الذنب قيل له: وما عجب الذنب يا رسول الله؟، فقال: " مثل حبة خردل"، أي عظم صغير مثل حبة خردل، عندئذ يعود إلى السماء إلى الجنة يعيش في الجنة و هو في شكل طائر، و في هذا الحديث أيضاً صحة إرسال السلام من الأحياء إلى أقاربهم الذين ماتوا فإن أم بشر رضي الله عنها بعثت السلام إلى أبيها الذي توفي قبل كعب ابن مالك. و في الحديث " إن نسمة المؤمن" أي روحَ المؤمن "طائر يعلق في شجر الجنة" معنى يعلق أي يأكل من ثمار الجنة و معنى طائر أي يتشكل بشكل طائر بعد فناء الجسد و بقاء ذلك العظم الصغير و هذا البلى يختلف بإختلاف الأراضي فمن الأراضي ما لا يمكث فيها جسد الميت إلا سنة واحدة و منها ما يمكث الجسد بهيكله إلى ثمانين سنة و منها إلى ستين إلا الأنبياء فإن أجسادهم لا تأكلها الأرض أينما دفنوا لأن الرسول صلى الله عليه و سلم قال:" الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون"، كذلك الشهداء الذين صحت لهم الشهادة عند الله تعالى و ذلك بصحة الإيمان و صحة النية في سبيل الله، و كذلك بعض الصالحين و الأتقياء لا تفنى أجسادهم و لو دفنوا في أرض تبلى فيها الأجساد في سنة واحدة، بلاد أصبهان يذكر أن جسد الميت فيها يمكث ءالافًـا من السنين هذه الخاصِّيَة جعلها الله تعال فيها في الزمن الذي لم تكن فيه برادات التفاحة الواحدة كانت تعيش ستة اشهر في بلادهم من غير أن تتعفن
.......م.ث.........
......م.،...........