أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ورب العرش الكريم أن محمدا رسوله جاء منذرا وبشيرا للعالمين , اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى ال محمد وعلى اصحابه اجمعين ,
أما بعد , أيها الكرام سأصف لكم اليوم وصف لساعة الفراق , فراق الروح عن الجسد , ويأتي هذا الوصف عن علم أراد الله العليم أن أطلع عليه ولا أريد أن أدخل بالتفاصيل كيف ومن أين لي بهذا , وعلم أخر أخذته من البشر .
وأبدأ بالقول " اللهم لا علم لي الا ما علمتني , ولا نحيط بعلمك الا ما شئت منه , اللهم إفعل بي ما شئت فأنا عبدك الضعيف لا حول لي ولا قوة الا بك , اللهم ما أعطيتني فهو من كرمك وما أخذته مني فهو ملك لك وهو من فضلك ولطفك ,
بسم الله الرحمان الرحيم , أبدأ بالوصف :
فكر يا ابن آدم ما يكون حالك عندما يفارق الحياة أحد من أعز أقرباءك أو أصحابك , ينتابك الحزن الشديد تبكي وتتحسر وحتى في هذه اللحظه التي تقراء بها هذه الجمله لا تريد أن تتخيل ما يكون شعورك عند فراق ألأب ألأم ألأخ ألأخت ...ويأتي هذا من كثرة صحبتك لهم فقد قضيت معهم من الوقت أيام وليالي كثيره وكنت على صلة معهم فكريه وجسديه وزمنيه . والآن أيها الكرام كيف يكون حالكم في لحظة يفارقكم فيها أعز وأحب وأقرب شيء منكم الا وهي الروح ,
نعم , هذه الروح منذ أن كنتم في بطون أمهاتكم وحتى يومكم هذا تصاحبكم في كل حركة وسكون , لكننا وللأسف غافلين عنها ونحسبها أنها معنا في حياتنا الدنيا وللأبد ولا نشعر بقيمتها الحقيقيه الا لحظة الفراق وما ادراكم ما لحظة الفراق ,
انها من أصعب اللحظات في الحياه , فيها يشعر ألأنسان كيف أن جسده الذي كان ينطق , يصرخ ويجادل , يتحرك ويعدو , يرحم ويغلظ , يحب ويكره يحقد ويحسد , يغتاب ويمكر , يصلي ويسجد , كيف أن هذا الجسد ينطفئ ويخبو لحظة بلحظه فستشعرون بهذا في جميع أجزاء جسمكم ويبدء فراقها من الأطراف وتتمركز في وسط الجسد عند القلب ومن ثم تعلو لتصل لى الحلق ومن الفم والأنف تخرج ويراقب خروجها الأخير البصر ويبقى محدقا فيها حتى أن يذهب نورها وعندها يتسع بؤبؤ العين فإن اتسع البؤبؤ فعندها لا تستطيع ارجاعها .
أتعلمون كيف شبكة ألأعصاب موزعه وموصوله ومتشعبه كجذور الأشجار أو كشكل البرق في جميع أجزاء الجسم فإن الروح تشعبها أكبر وأعظم وعند بدء خروجها يصبح كل جزء من أجزاء الجسد كأنه بئر كبير الحجم شديد الظلمه ليس له قاع فلا يوجد وصف في الدنيا لظلمته وخلوه وٍٍِلإن وضعت نفسك في ليلة مظلمه في غرفة مظلمه وأغلقت عيناك ومن فوقها وضعت منديلا لقولت لك أنك ما زلت في النور نسبة لظلمة الجسد عند فراق الروح ولإن دخلت في بئر عمقه يبلغ وسط الكره الأرضيه ومن ثم أغلقوا عليك فتحته لقولت لك إنك ما زلت مستأنساً نسبة للخلوة التي تحدث عندما تفارق الروح جسدك رويدا رويدا ,
ومن أصعب ما في الأمر هو أنك تكون مدركاً إنك في لحظة الفراق مما يجعلك تحزن حزناً لم تشعر به من قبل فروحك عندك كانت أعز ما يكون لجسدك والكثير من البشر تذرف أعينهم حينها .
قال تعالى بسم الله الرحمان الرحيم
" فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ , وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ , وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُبْصِرُونَ , فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ , تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين " صدق الله العظيم
وقال تعالى في آيات أخرى بسم الله الرحمان الرحيم
" وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ , وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ , وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ , لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ "
صدق الله العلي العظيم .
أما ما لم أصفه لكم وهو كيف يأتي السائق والشهيد ليصطحبوا النفس والى أين وما هو السائق وما هو الشهيد وهل نكون مدركين بأن السائق حضر وأن الشهيد قد حضر وهل يأتيان أم هم معنا أصلا وأترككم لعلي القاكم في كتابة أخرى . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته